التحق المنتخب
الإيطالي بمربع الكبار في يورو 2012 عقب فوزه اليوم الأحد على نظيره
الإنكليزي بركلات الترجيح (4-2) بعد انتهاء المباراة التي أقيمت على الملعب
الوطني بكييف في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي (0-0).
وسيلتقي "الأزوري" في موقعة الدور نصف
النهائي خصمه الألماني أحد أبرز المرشحين لنيل لقب البطولة، في حيت ستجمع
الموقعة الأخرى بين "الماتادور" الإسباني ونظيره البرتغالي.
التاريخ مع "الأزوري"يسرد أرشيف المواجهات بين المنتخبين
أقصوصة نجاح إيطالية أمام نظرائهم الإنكليز، ففي مجموع 22 مواجهة تفوق "لا
سكوادرا دزورا" في 9 مناسبات وخسر في 7 وحكم التعادل 6 مباريات.
كما أن الإيطاليين لم يذوقوا طعم الهزيمة
منذ حوالي 35 سنة وتحديداً منذ سنة 1977 ضد منافسهم، بالإضافة إلى كونهم لم
يخسروا آخر ثلاث مباريات رسمية أمام منتخب الأسود.
علاوة على كل ذلك فإن للإنكليز تاريخاً
سيئاً أمام نظرائهم على الأراضي الأوكرانية وتحديداً في العاصمة كييف إذ
طالما كانت رحلات "الأزوري" إلى أوكرانيا مظفرة حيث لعب في أربع مناسبات
فاز فيها كلها وكانت آخرها أمام أحفاد السير بوبي تشارلتون بالذات سنة 2011
على أرضية نفس الملعب في كييف.
بلا مقدماتاستهل الكلاسيكو الأوروبي متأرجحاً بين
عنوانين بارزين، الأول إنكليزي وفحواه تجاوز عقد الماضي أما الثاني فكان
إيطالياً ومفاده تجاوز خيبة المونديال الأفريقي الأخير سنة 2010 مع تأكيد
سنن التألق في وقت الأزمات والحديث عن الـ"كالتشيو سكوميسي" آخر فصل في
روايات الفضائح الإيطالية.
رفض طرفا القمة إسقاط المتابعين في متاهة
جس النبض العقيمة، واعتمدا أسلوب المباشرة في الدخول إلى أجواء المباراة
لذلك كان عنوان البداية جارفاً بمبادرة إيطالية من أقدام متوسط الميدان
دانييلي دي روسي الذي أرسل تسديدة صاروخية تصدى لها القائم الأيمن لمرمى
الحارس الإنكليزي جو هارت رافضاً افتتاح باب التهديف مبكراً (3).
وتحسس الإنكليز الخطر الإيطالي وحاولوا رد
الفعل على نحو مماثل لتهديد دي روسي وهو ما حصل ولو باختلاف الشكل، حيث
استغل الظهير المتقدم غلين جونسون اضطراباً واضحاً في الدفاع الإيطالي ومن
مسافة قريبة سدد كرة قوية ولكن "الوحش" بوفون أنقذ الموقف (5).
نسق خيالي |
تنافس شديد ونسق عالي بين النتخبين |
لم يهدأ نسق المباراة بعد البداية الجارفة
التي سجلتها، وكانت أغلب الفرص المسجلة في هذا الشوط الأول محكومة بعنوان
التساوي والتكافؤ، فأسود الإمبراطورية أثاروا حفيظة نظرائهم الطليان
بمحاولتين، كان أولاها توغل ذكي لروني الذي أهدى كرة ممتازة لزميله داني
ويلبيك لكن بونوتشي كان متفطناً لوضع الكرة في الركنية (11)، أما ثانيها
فكانت أيضاً من رأسية الـ"غولدن بوي" روني الذي سدد فوق الأخشاب الإيطالية
بعد تلقيه توزيعة مثالية من ظهير ليفربول النشيط غلين جونسون (14).
من جهتها كانت تحركات لاعبي "الأزوري" في
الخط الأمامي خطيرة دوماً وأثمرت عدداً من الفرص التي لم يكتب لها أن تتحول
إلى أهداف على غرار العملية الثنائية التي مرّر فيها مونتوليفو بينية
ماكرة لكاسانو ولكن حارس العرين هارت كان الأسبق (18).
ماريو موجود لكنه عقيم |
"سوبر ماريو" اجتهد كثيرا دون أن يهز مرمى الإنكليز |
برز المشاكس الإيطالي "ماريو بالوتيلي"
بوجه طيب في ردهات هذا الشوط حيث تحرّك كثيراً وناور أكثر وسدّد عدداً من
الكرات الخطيرة، كما أهدر أيضاً عدداً من الفرص الواضحة، يبقى أهمها بلا
منازع تلك التي حصل عليها من تمريرة ساحرة للمايسترو أندريا بيرلو ولكنه
أهدرها بعدما تباطأ كثيراً وسدد كرة ارتطمت بقدم صمام الدفاع جون تيري
(25).
وتحصل "سوبر ماريو" على فرصة أخرى من مموّله الثاني مونتوليفو ولكنه سدد كرة لم تشكل أية خطورة تذكر على الحارس الإنكليزي هارت (31).
وفي زحمة الفرص الإيطالية الكثيرة عاد
أبناء هودجسون ليثبتوا وجودهم من فرصة حاسمة أخفق في استغلالها داني ويلبيك
بعد تسديدة غير مركزة بعيدة عن الإطار عقب عمل ثنائي مميز مع واين روني
الذي تلقى منه كرة بالعقب ولكن دون تغيير في النتيجة (32).
بيرلو ...بيت القصيد الجميل |
بيرلو ... كان نجم المواجهة بلا منازع |
مع نهاية الشوط الأول كانت خلاصة الانطباع
المأخوذ عن النصف الافتتاحي من كلاسيكو القارة أن الأفضلية الإيطالية كانت
بارزة ولو نسبياً على اعتبار أن الإنكليز أيضاً كانوا يقدّمون مباراة
محترمة، ولكن ما كان ظاهراً أكثر من كل شيء هو المايسترو وصانع الألعاب
الرائع أندريا بيرلو الذي كان العنوان الأبرز لكل الكرات الإيطالية
تقريباً، واستحق تسمية "بيت القصيد الجميل" عن جدارة بتمويلاته المستمرة
للخط الهجومي الذي كاد آخرها في هذا الشوط يسفر عن إحراز مطلب بعد تسلم
كاسانو لكرة بيرلو برأسية ليمرّرها بعدها إلى بالوتيلي ولكن المدافع
الحديدي جوليون ليسكوت يسجل حضوره ويبعد الخطر.
دي روسي يرفض هدية الهدف |
دي روسي أضاع الفرصة الأبرز في الشوط الثاني |
لم يختلف النصف الثاني من حوار جبابرة
الكرة الأوروبية بين أرض الكرة وسفراء الكالتشيو حيث انطلق مشتعلاً على
شاكلة الاستهلالية، وكانت هدية الافتتاح في هذا الشوط بعنوان إيطالي خالص
عندما تلقى دانييلي دي روسي كرة طائشة وعائدة من صراع الرؤوس، وأحبط مصيدة
التسلل الإنكليزية في مرحلة أولى قبل أن يخفق في إنجاز الأهم وهو هز الشباك
من مسافة قريبة جداً (48).
ولم يستكن رجال المدرب برانديلي على طول
ردهات اللقاء لا سيما مع مطلع هذا الشوط الثاني وبعد الفرصة الذهبية
المهدورة من قدم دي روسي واصل الطليان تحفزهم وواصلوا ضغطهم على العرين
الإنكليزي الذين كادوا ينجحون في زيارته بعد تسديدة بعيدة من القاذفة
الصاروخية دي روسي أعادها هارت في مناسبة أولى لتستقر بين أقدام بالوتيلي
لكن هارت أبدع في التصدّي ثانية قبل أن يهدر مونتوليفو الفرصة الأسهل
بتسديدة عالية على الأخشاب الإنكليزية، لتضيع فرصة تسجيل الهدف الأول
للإيطاليين مرة أخرى (52).
تحوير إنكليزي مُلح |
تغييرات هودجسون رغم أهميتها لم تغير شيئاً |
ثم تفطّن المدرب الإنكليزي روي هودجسون
إلى انخفاض مستوى منتخبه في بداية هذا الشوط وأحس بحتمية إجراء بعض
التغييرات الملحة لامتصاص الهيجان الإيطالي وتدعيم النواحي الهجومية بهدف
خطف هدف الفوز الغالي، لذلك بادر بإقحام لاعبين دفعة واحدة وهما الثنائي
"الفارع" أندي كارول و "الطوربيد" تيو والكوت مكان كل من داني ويلبيك وجيمس
ميلنر على التوالي (60).
ومع التحويرات المحدثة سرعان ما جاءت أولى
التهديدات الإنكليزية التي حملت في طياتها تحسن المردود الهجومي عبر مجهود
فردي لتيو والكوت أردفه بعرضية تعامل معها الدفاع الإيطالي برعونة لترتد
إثرها الكرة على مشارف منطقة الجزاء لتجد أشلي يونغ الذي سدد كرة ضعيفة
وغير مركزة لم تشكل أدنى إزعاج لبوفون (65).
هبوط النسق |
نزول المستوى الفني جعل المنتخبان يفكران مبكراً في ركلات الترجيح |
شهدت أواسط الشوط الثاني نزولاً واضحاً
للمستوى الفني للقاء حيث لاح التعب والإرهاق على لاعبي الفريقين الذين
قدموا عرضاً بدنياً كبيراً خصوصاً من طرف المنتخب الإيطالي الذي نزل مردوده
بشكل ملحوظ مما دفع بالمدرب تشيزاري برانديلي لإجراء بعض التغييرات مثل
دخول لاعب بولونيا أليساندرو ديامانتي مكان أنتونيو كاسانو (78)، وإقحام
أنتونيو نوتشيرينو بديلاً لدانييلي دي روسي الذي قام بمجهودات كبيرة على
طول ردهات المواجهة.
وكادت لمسة برانديلي أن تعطي أكلها سريعاً
وتأتي بالخبر اليقين الذي انتظرته الجماهير الإيطالية في كل مرة، حيث تمكن
الوافدون من تهديد مرمى هارت بجدية من محاولتين، الأولى سدد فيها كرة
مفاجئة لكنها لم ترتق لمرتبة الخطورة (81)، والثانية أعاد فيها حارس الأسود
الثلاث لمحات إبداعه بإحباطه كرة في مواجهة مباشرة مع نوتشيرينو إثر
تمريرة تلقاها من كلاوديو ماركيزيو (89).
ورد زملاء الكابتن ستيفن جيرارد سريعاً في
الوقت بدل الضائع بعمل جماعي منظم انتهت فيه الكرة إلى روني الذي سدد
ازدواجية عالية عن المرمى الإيطالي رغم موقعه المناسب.
لا جديد ابتدأت الحصة الإضافية الأولى بمشاعر حذر
واضحة من الجانبين كما كان فقدان التركيز والارتباك الواضح سمتين مميزتين
للمنتخبين في هذه الفترة، وبدا واضحاً أن التخوف من شبح الانسحاب قد سيطر
على أرجل اللاعبين لذلك لم نسجل نسقاً فنياً مرتفعاً عدا فرصتين تستحقان
الذكر.
كانت المبادرة إنكليزية من مخالفة حرة
نفذها ستيفن جيرارد خلّفت اضطراباً معتاداً في صفوف دفاعات "الكاتيناتشي"
كاد يستغلّه المندفع ليسكوت لولا موقعه المتسلّل (95).
أما الفرصة الإيطالية فكانت الأخطر لأنها
أعادت مشهد الشوط الأول، عندما ناب القائم الأيمن للمرمى نفسه عن هارت في
تصديه للتسديدة الخادعة لديامانتي (101).
إلى ركلات الحظفي الحصة الإضافية الثانية بدا جلياً أن
المنتخبين أرادا الاحتكام إلى ركلات الترجيح أو "ضربات الحظ" لكتابة الفصل
الأخير من أقصوصة صراع العريقين، ولئن كانت حقيقة الرغبة الإيطالية في
إنجاز هدف الخلاص هي الغالبة وكانوا الأحق بهدف ينصف اجتهادهم طول اللقاء
وهو ما كاد يحدث في سيناريو دراماتيكي يصعب تصديقه بعد عمل فردي رائع من
"الاكتشاف" أليساندرو ديامانتي الذي أهدى كرة عرضية تلقاها نوتشيرينو
برأسية في سقف المرمى ولكن صافرة الحكم البرتغالي بيدرو بروينكا تعلن سقوط
نجم الميلان في فخ التسلل (117)، وانتهاء أقصوصة الكلاسيكو الأوروبي
بالتعادل السلبي حتى بعد الحصتين الإضافيتين ولأول مرة في نسخة هذا اليورو،
ولتترك مهام حسم المواجهة لحارسي عرين المنتخبين "المتألق" جو هارت
و"العملاق" جيانلويجي بوفون.
لعنة القدرمن أكثر المفارقات التي كانت تنتظر
الإنكليز قبيل تنفيذ ركلات الترجيح هو معطى تاريخي يؤكد فحواه عقدة بلاد
البريميرليغ التاريخية مع ركلات الجزاء في المحافل الكروية العالمية حيث لم
ينجحوا في المرور من هذه الرواية سالمين سوى في مناسبة واحدة ويتيمة من
مجموع ست مناسبات كاملة.
إيطاليا تكرّس عقدة الإنكليزسجل ركلات ترجيح المنتخب الإيطالي كل من
ماريو بالوتيلي، أندريا بيرلو، أنتونيو نوتشيرينو، أليساندرو ديامانتي،
وأخفق ريكاردو مونتوليفو.
سجل للمنتخب الإنكليزي كل من ستيفن جيرارد، واين روني، وأضاع أشلي يونغ و أشلي كول فرصتين.
التشكيلة الأساسية للمنتخبين :إنكلترا : |
إنكلترا |
حراسة المرمى : (1) جو هارت
خط الدفاع : (2) غلين جونسون ، (6) جون تيري، (15) جوليون ليسكوت، (3) أشلي كول
خط الوسط : (4) ستيفن جيرارد "القائد"، (11) أشلي يونغ، (16) جايمس ميلنر، (17) سكوت باركر
خط الهجوم : (22) داني ويلبيك، واين روني (10)
المدرب : روي هودجسون
إيطاليا : |
إيطاليا |
حراسة المرمى : (1) جيانلويجي بوفون "القائد"
خط الدفاع : (6) فريديريكو بالزاريتي، (7) إغناسيو أباتي، (15) أندريا بارزاغلي، (19) ليوناردو بونوتشي
خط الوسط : (
كلاوديو ماركيزيو، (16) دانييلي دي روسي، (18) ريكاردو مونتوليفو، (21) أندريا بيرلو
خط الهجوم : (9) ماريو بالوتيلي، (10) أنطونيو كاسانو
المدرب : تشيزاري برانديلي
طاقم التحكيم :حكم الساحة : البرتغالي بيدرو بروينكا
الحكمان المساعدان : البرتغاليان بارتينو ميراندا وريكاردو سانتوس
الحكم الرابع : التركي كونيت شاكير
الحكمان المساعدان الإضافيان : البرتغاليان مانويل دي سوزا و دوارتي غوميز